تقاريركتب في الرد على الإخوان

تعريف بكتاب.. كربلاء العصر رابعة بين الحقيقة والبهتان

تعريف بكتاب.. كربلاء العصر رابعة بين الحقيقة والبهتان

دراسة جديدة للمهندس أحمد الشحات، يتحدث فيها عن حادثة فض إعتصام رابعة، وكيف تعامل معها الإخوان وكأنها كربلاء العصر.

يقول المؤلف مستعرضاً كتابة

مرَّت على مصرنا الحبيبة في عام 2013 مجموعة من الأحداث الخطيرة، كان منها: (حادثة فض اعتصام ميدان رابعة العدوية بالقاهرة)؛ ومعلوم أن حادث الفض لم يكن حدثًا عرضيًّا ولا فجائيًّا؛ وإنما سبقه مدة تحضيرية، بلغت ما يزيد على خمسين يومًا، ليس مِن الإنصاف ولا الموضوعية أن يتم تناول أحداث يوم الفض وحدها بمعزلٍ عمَّا سبقها مِن أحداثٍ كان لها الدور الأكبر في الوصول لهذه النتيجة الدموية.

والباعث الرئيس على كتابة هذه الرسالة أن نسجل شهادة لله ثم للتاريخ،  فقد عاصَرت هذه الأحداث، وعايشت تفاصيلها يومًا بيوم، وقد آلمني -كما آلم غيري من الأسوياء-: مناظر الدماء والقتل التي كانت علامةً بارزةً على تلك الفترة برمتها، وفي الوقت الذي عصمنا الله وثبتنا بكلام علمائنا ومشايخنا، وجدنا بعضًا من الشباب قد تمادى مع حالة الألم ولم يضبط العاطفة بميزان الشرع، فانحرف بعضهم فكريًّا، والآخر سلوكيًّا، والبعض قد ترك الدين بالكلية.

والآن بعد مرور عددٍ من السنوات على هذه الأحداث، والتي نشأ فيها بالطبع أجيال جديدة ربما لم تشهد هذه الأحداث لصغر سنها أو لعدم إدراكها، فأحببت أن أنقل لهم الحقيقة كما عشتها ورأيتها وسمعتها. وبعيدًا عن الرؤى الخاصة، والشهادات غير الموثقة، والتناول العاطفي المجرد، سواءً من الأطراف المؤيّدة، أو من الأصوات المعترضة، نحاول أن نتلمس الحقيقة من وسط الكلام المرسل فضلًا عن المُنحاز والمُوجَّه.

ويقول الباحث أنه أعتمد في رحلته  على ثلاثة تقارير رسمية:

الأول: عبارة عن تقرير مصور عن أحداث يوم الفض قامت ببثّه قناة الجزيرة، تحت عُنوان: “عمارة المنايفة… المشهد الأخير من رابعة”، وهي عمارة تحت الإنشاء تطل على ميدان رابعة، وقد سيطرت عليها مجموعات تأمين الميدان بعد عدة أيام من بدء الاعتصام، لكي يحتفظوا فيها بأمتعتهم وأدواتهم، ولتكون أيضًا مأوى لهذه المجموعات، ويُعد هذا الفيديو وثيقةً تاريخيةً مهمةً تمّت صناعتها من جهة مؤيّدة وداعمة للجماعة، كما يقول التقرير في مقدمته.

الثاني: تقرير لجنة تقصي الحقائق حول أحداث فض اعتصام رابعة العدوية التابعة للمجلس القومي لحقوق الإنسان، وهو تقرير لا يُعوِزه الإنصاف والموضوعية، ولا أدلَّ على ذلك من أن التقرير يفتتح مقدمته بما يلي:

“أثارت عملية فض اعتصام رابعة العدوية الذي نظَّمته ودعت إليه جماعة الإخوان المسلمين في مصر الكثير من الجدل على المستويين: المحلي والدولي؛ نظرًا لما صاحب تلك العملية من عنفٍ شديدٍ أوْدَى بحياة المئات من المواطنين، وكان من تداعياته: موجة من العنف والعنف المضاد ضربت كافة أنحاء البلاد …”.

الثالث: تقرير اللجنة القومية المستقلة لجمع المعلومات والأدلة وتقصي الحقائق في الأحداث التي واكبت ٣٠ يونيو، وقد التزم هذا التقرير أيضًا أقصى درجات الشفافية والوضوح، يقول التقرير في مقدمته:

“شهدت مصر منذ يوم 30 يونيو 2013م، وما أعقبه من أحداثٍ جِسام وتداعيات عنيفة، راح ضحيتها مئاتٌ من القتلى، وآلافٌ من الجرحى من المواطنين، وقوات الأمن وقوات الجيش، وانطلقت في سياقها موجة من الأعمال الإرهابية لا تزال البلاد تعاني من أعراضها، وردود أفعالها في عددٍ مِن المحافظات…”.

وبالتالي: فبين أيدينا الآن ثلاثة تقارير مختلفة؛ كل تقرير مارس عمله بشكل مستقل عن الآخر، أحدها: يتحدث بلسان جماعة الإخوان (وهو تقرير الجزيرة). والآخر: يتكلم بلسان الدولة (وهو تقرير اللجنة القومية). والتقرير الثالث: يعتبر تقريرًا حياديًّا؛ لأنه يتبع هيئة مستقلة تقدم تقريرها للرأي العام.

فلننظر ما هي المساحات المشتركة؟ وما هي المساحات المتعارضة في التقارير الثلاث؟ مع العلم أني قد أعرضتُ إعراضًا تامًّا عما تناولته وسائل الإعلام المختلفة المحسوبة على النظام، ولم أستدل بالإعلام إلا ما ورد على لسان الإخوان ومؤيديهم على منصاتهم الفضائية والإلكترونية.

والشاهد من ذلك: أنه على الرغم من أن التقارير المُنصفة -الحكومية منها وغير الحكومية- متفقة في كثيرٍ مِن الأمور؛ إلا أن المقصود الرئيسي من قراءتنا للأحداث بهذه الطريقة ليس استقصاءَ كل الحقائق في هذه الحادثة؛ بقدر ما هو إلقاء الضوء على أن رواية قناة الجزيرة التي كانت الداعم الأصلي للإخوان قبل قنوات تركيا، أثبتت -في تقريرها- حقائق تخالف مبالغات فجّة روّجها الإخوان عن أن الجيش والشرطة قد قتلوا متظاهرين سلميين في “رابعة” مع سبق الإصرار والترصد، في حين أن التقرير يتحدث عن أن القتل نشأ بين الشرطة وبين مَن قاومها، وهو ما يجعل التوصيف يختلف اختلافًا تامًّا.

وقد سعت الرسالة للإجابة على هذه الأسئلة :-

أين الحقيقة في حادثة الفض؟

هل كان قادة الإخوان على علمٍ مسبقٍ بموعد الفض؟

ما إرهاصات الفض ؟ وما هي مساعي ما قبل عملية الفض؟

كيف بدأت عملية فض ميدان رابعة؟

متى بدأ استخدام الرُّصاص الحي على نطاق واسع؟

ما هي خطة “حصار الحصار”؟

هل كان اعتصام رابعة مُسلَّحًا؟

ما هي حقيقة أعداد القتلى والمصابين؟

ما هي حقيقة الجثامين المحترقة؟

كيف انتهت عملية الفض وكيف احترق المسجد؟

ما هي الانتهاكات التي صاحبت عملية فض الاعتصام؟

ما هو الفرق بين اعتصامي النهضة ورابعة؟

ما هو موقف الدعوة السلفية وحزب النور من الأحداث؟

https://antitatrof.com//archives/8579

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى