
هناك بعيدا يقبع في زنزانة حقيرة لوحده يصارع السجان بإرادة صلبه فولاذيه في ما تسمى عيادة سجن الرملة مقبرة الأحياء حيث يتفنن السجان والطبيب والممرض من أجل كسر إضراب هذا الأسير البطل ،ولكن هيهات أن ينالوا من هذا البطل وهو يحمل (ابو هادي ) اسم على مسمى فهو هاديء مثل هدوء موج البحر ولكن عنفوانه لايعرفه ذلك السجان المجرم …وإن هذا الهدوء هو الذي يستمده من روح الشهداء الذين ارتقوا من أجل كرامتنا جميعا ومن صبر الأمهات والزوجات على غيابهم خلف تلك الزنازين الأسمنتية. .. هناك يقبع أبا هادي متيقنا من نصر قادم على السجان رغم طول الليل بأمعائه الخاوية وعيناه صوب تلك الكوة في سقف زنزانته المغلقه بالأبواب الحديدية. . بأن الفجر قادم ..فجر مجد بتسامى ، أخي أبو هادي انت المنتصر رغم أنف السجان وإني أراك رافعا راية النصر على مدخل مدينة الأسرى والشهداء وعيون باجس ابو عطوان وماجد ابو شرار تراقب انتصارك القادم لتحتضن عز الدين وتكون إلى جانبه قريبا بمشيئة الله تعالى.